کد مطلب:306540 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:232
حملة السیوف یحملون جهاز الزهراء
فقد اقبل موكب الصحابة، و هم یحملون جهاز عروس علی.
اذ التمعت عیونهم ببریق دموع الفرح التی بدت تكسوا كیانهم فطبعت علی وجوههم ذلك الحب الرفیع، الذی یكنونه لرسولهم و ابنته و صهره.
اذ یحملون معهم البهجة والحبور والفرح، و هم یعرضون ما اشتروه علی نبیهم الذی أخذت یداه الشریفتان المباركتان تقلب صحون و اوانی مهجته الزهراء.
(وای جهاز)
جهاز سیدة النساء.. جهاز یمتاز ببساطته و تواضعه الی ابعد حد یتصوره السامع أو الراءی.
جهاز لبنت سید الانام، الذی اعطاه اللَّه ما لم یعطِ لنبی أو رسول قبله.
فهو القادر ان یصنع من ذرات الرمل أو التراب أو أی شی ء آخر ذهباً صافیاً براقاً لكنه حبب لنفسه و آله عیشاً هادئاً بسیطاً مبنیاً اساسه علی بنیان الایمان باللَّه العظیم، و التخلی عن طیباته فی الدنیا لیتقربوا بعملهم هذا من اللَّه و رضوانه و جزیل ثوابه.
.. فما كان یحوی جهاز سیدة نساء العالمین و فلذة المصطفی إلّا:
(نطع من ادم)، (جلد)، (وسادة من ادم حشوها لیف نخل)، (عباءة خیبریة)، (قربة للماء)، (كیزان)، (عدد من جراء)، (و عاء للماء)، (مطهرة للماء)، (ستر صوف)، (قمیص بسبعة دراهم)، (خمار بأربعة دراهم)، (قطیفة سوداء) رقیقة، (سریر مزمّل بشریط)، (أربعة مرافق نحاس)، (قعب للبن)، (شن للماء). [1] .
.. فاشرقت عیون المصطفی و فاض منها جمال و بهاء و ضیاء.
و هو یری قطع اثاث زهرائه الطهور.
اذ یری فیه مثال الایثار والزهد.. و هی خیر نساء الدنیا من الاولین و الاخرین..
بلی سیدتی فیا عجباً كل العجب لمن نثرت لها شجرة طوبی الحلی و الحلل، و فرشها جلد كبش [2] ، هلا حلت لها منها حلة لكن؟!
كلا، «مركب الملك اجل من ان یحلی» [3] .
فرفع سید الوری رأسه نحو السماء یتصفح الكون، و قد ترقرقت قطرات من الدموع وسط مآقیه، فی حین یمسك بیدیه أحد أوانی جهاز ابنته فمرت علیه لحظة سكون عذبة استعبر فیما بینها عبرة، كانت قد سیطرت علی الرسول.. و بدأ یدعو اللَّه و یكثر تسبیحه و تحمیده علی آلائه.
و كأنه كان یترحم علی روح زوجته الوفیة (خدیجة).
فیالیتها كانت من الاحیاء لتشهد هذا الیوم، الذی كانت هی توصیه به قبل رحیلها..
[1] رواه: صحيح ابن ماجة ص 316، مستدرك الصحيحين ج 2 ص 185، حلية الاولياء ج 3 ص 329، الطبقات الكبري لابن سعد ج 8 ص 14، المتقي في كنزالعمال ج 7 ص 113، أحمد بن حنبل في مسنده ج 1 ص 84- 93- 104- 108، الحاكم، نزهة المجالس. و غيرهم.
[2] صحيح ابن ماجة في ابواب الزهد ص 316، الطبقات الكبري لابن سعد ج 8 ص 13.
[3] تذكرة الخواص في ص 307، ذخائر العقبي ص 34، المناقب.